Thursday, September 03, 2009

شيوخنا الأعزاء , حيرتونا معاكم - 1

.
تبدأ المادة الرابعة من دستور دولة الكويت بالنص الآتي
.
الكويت إمارة وراثية في ذرية المغفور له مبارك الصباح
.
و من المتعارف عليه في الكويت تلقيب أي شخص ينتمي الى أسرة الصباح بلقب " شيخ " سواء كان ينحدر من ذرية الشيخ مبارك أم لا , و من الجدير بالذكر أن دستور دولة الكويت يتعامل مع هؤلاء الشيوخ كمواطنين كويتيين ليس لهم أي امتياز أو صلاحية أو واجب أو حق لا يتمتع به مواطن كويتي آخر , يُستثنى من ذلك أمير البلاد الذي تنص المادة الرابعة و الخمسين من الدستور على
.
الأمير رئيس الدولة , و ذاته مصونة لا تُمس
.
و بالرغم من عدم نص الدستور على تمييز الشيوخ عن بقية المواطنين الا أن العُرف العام و السياق التاريخي ميّز الشيوخ واقعيا ببعض الامتيازات كالحصول على راتب شهري اضافي يُصرف من الديوان الأميري و حصولهم على جواز سفر خاص يميزهم عن بقية المواطنين , و لم تُشكل هذه المميزات الاضافية مشكلة جدية على الساحة العامة
.
أما الميزة الكبرى للشيوخ عامة و المنحدرين من ذرية الشيخ مبارك الصباح بشكل خاص فهو دورهم المباشر و الرئيسي في عملية اختيار أمير البلاد و ولي عهده , و نذكر هنا ما ذكرته المادة الرابعة من الدستور في هذا الشأن
.
يُعين ولي العهد خلال سنة على الأكثر من تولية الأمير , و يكون تعيينه بأمر أميري بناء على تزكية الأمير و مبايعة من مجلس الأمة
.
و في حالة عدم التعيين على النحو السابق تنص المادة الرابعة على
.
يزكي الأمير لولاية العهد ثلاثة على الأقل من الذرية المذكورة فيبايع المجلس أحدهم وليا للعهد
.

و من هنا نجد بأن تسمية ولي العهد تكون بشكل أو بآخر حق خالص لسمو الأمير , و بالطبع تسبق عملية الاختيار مقدمات كثيرة تلعب فيها العلاقات القوية بين المرشحين و بقية الشيوخ دور مميز لا يستهان به , فحاكم الدولة منهم , و ولي العهد منهم , و المتنفذين منهم يبدؤون بالاختيار و التزكية التي تتممها موافقة مجلس الأمة
.
بالطبع اجتمعت هذه المصالح المشتركة مع أعراف ما قبل الدستور في سيطرة الطبقة المتنفذة من الشيوخ على الكثير من المناصب المهمة في الدولة , و على رأسها منصب رئيس الوزراء الذي كان مرتبطا بولي العهد حتى السنوات الأخيرة من حكم الشيخ جابر الأحمد رحمه الله , نضيف على ذلك سيطرتهم على الوزارات السيادية كالخارجية و الداخلية و الدفاع والكثير من المناصب الأخرى
.
كانت هذه باختصار شديد لمحة سريعة عن من هم الشيوخ , و ما هو الدور المنوط بهم دستوريا , و ما هي المميزات التي حصلوا عليها عرفياً و سيطروا عليها تاريخياً
.
الهدف من هذا الموضوع ليس الانتقاد أو الاعتراض على وضع الشيوخ في الكويت , لكني سأحاول في هذه السلسلة – القصيرة – توضيح وجهة نظري في المأزق الذي تعيشه الكويت بسبب وضع الشيوخ و طريقة تفاعل الآخرين معهم
.
يتبع

22 comments:

well_serviceman said...

بالفعل ، الأمور العرفيه والتاريخيه استبدلت بعض الأمور الغير مدرجه نصيا بالدستور ، وهذا ما حصل من البعض للإستحواذ على المناصب

بانتظار المزيد ، قواك الله

جبريت said...

من العرف انتقل الى الواجب


اختصار للواقع المر الي نعيشه بسبتهم

someone_q8 said...

السلام عليكم


متابع , وفيه مثل يقول ان العرف اقوى من القانون , اتمنى ان يكون هذا المثل غير صحيح

ابوالوليد said...

زين اشعنده مال جريدة الشاهد يقول ملكنا الارض والبر والبحر؟

فاهم السالفة غلط

بو حامد said...

لعب أبناء الأسرة جميعا حتى أبناء المالك الصباح دور كبير بمبايعة الشيخ صباح وهذه نقلة كبيرة تدل على أن إختيار الأمير سيكون بمشورة جميع أبناء الأسرة بل وبعض العوائل أيضا ولكن بشرط أن يكون الإختيار من أبناء المغفور له الشيخ مبارك .

وأما الوزارات السيادية فقد خرجت لأول مرة من ذرية مبارك وزير الداخلية هو المثال الوحيد وأعتقد أننا سنرى غيره

صحيح أن مطالبات البعض قفزت بأن اختيار رئيس الحكومة يجب أن يكون من خارج الأسرة بينما لا زلنا نرى ان الوزارات السيادية كما تفضلت هي بعهده الشيوخ ... هل نستطيع أن نفسر ذلك أن بعض الوزارات ستبقى بعهده الأسرة ولكن رئاسة الوزراء ممكن أن تتغير ؟

وموضوع شيق سيفتح آفاق كثيرة للنقاش والتفكير

راعي تنكر said...

الخطوة الاولى في تصحيح التعامل بين المواطنين التقليديين والمواطنين من ابناء الاسرة هو ترك لقب شيخ وازالته تماما , على سبيل المثال البطاقة المدنية وفي الصحف اليومية الخ

هنالك امير وولي عهد وفول ستوب

Bad-Ran said...

متابع

الأستاذ حمام said...

"الهدف من هذا الموضوع ليس الانتقاد أو الاعتراض على وضع الشيوخ "

ولم لا؟

بانتظار التتمة

suspic said...

ردا على أستاذ حمام لو تسمحلي:

للفطنة الدبلوماسية والمصلحة الشخصية واهمهم دوام "عجلة" الحياة

beezo said...

الاعراف اذا لم يتم تقنينها لن تتم السيطره عليها بمرور الوقت

t.q8 said...

صباح الخير ابو سلمى
اشكرك على الموضوع لان مفيد وشيق بنفس الوقت بس عندي سؤال

هل في ماده بالدستور تنص على ان يكون رئيس الوزراء من العائله الحاكمه
ام هو عرف ؟

وبعد في شغله الي فهمته من كلامك ان اختيار ولي العهد يعود الي المجلس والامير بس يزكي اسماء واذا ماوافق عليه المجلس
مايصير ولي للعهد صح؟

Shurouq said...

I like Suspic's reply to Ostaz 7amam :)

Eng_Q8 said...

راعي تنكر

مافي قانون يقول لازم اتحطله شيخ واتذكر حكم اصدر لمحمد عبدالقادر الجاسم وذكر فيه ان لقب شيخ لا يطلق على ابناء الاسره الحاكمه باستثناء الامير وولي العهد .. لكن الناس الي مشوا الكلمه

enter-q8 said...

اسمه شيخ يعني يشيخ عليك يا مواطن
و الحكم اللي طلع كأنه غير موجود
لانه موجود بالبطاقة المدنية و جواز السفر الخاص الى اخره
فهو يشيخ عليك
هذا الواقع

Mohammad Al-Yousifi said...

شكرا على التفاعل

اذا هالمقدمة عجبتكم فأنا متفائل من الحلقتين القادمتين

سؤال الأخ تي كويت
لا طبعا الدستور ليس فيه أي مادة تحدد رئاسة الوزراء لأبناء الأسرة


بالنسبة لسؤال الأخ استاذ حمام

لم لا؟ بالطبع للجميع حق النقد و تحليل هالامور و لكن موضوعي الآن ليس النقد و قد نتعرض لها في المستقبل

شكرا و اتمنى الباجي يكون افضل

White Wings said...

منطقة خطرة
:)
وموضوع جميل
متابعينك

Safeed said...

شوف يا طويل العمر
أهم سؤال لازم يُطرح هو:هل ما نعيش به نحن(دولة)؟
أنا أعتقد إن كل ما فعلناه بالأربعين سنة الماضية هو إعادة "مكيجة" الإمارة بمسميّات جديدة لا اكثر

9ahba'a said...

موضوع شيق ياريت تتطرق لدور الشيوخ في عهد عبدالله السالم و ان كان هنالك دور و دورهم الآن بانتظار جديدكم

أهل شرق said...

موضوع جدير للنقاش

ولقب الشيخ فعلا لازم يقتصر على الامير
وولي العهد فقط

رئاسة مجلس الوزراء يجب ان تنتقل من الاسرة الحاكمة الى الشعب عن طريق الانتخابات المباشرة لاختيار الرئيس

الكثير من الاعراف الخاطئة يجب ان تلغى ، سنأتي على ذكرها في القادم من الايام

قواك الله ،، وبإنتظار المزيد

Mother Courage said...

متابعة

Anonymous said...

لي عودة عقب زقارة-ما-بعد-الفطور... للتعليق

ساره النومس said...

عدم تطبيق الحروف المثبتة بالدستور ماوقفت فقط على ماذكرت بل حتى على الشعب في امور كثيرة

وجخة نظرك وهدفك جدا واضح من دون ماتكتب الجملة الاخيرة

وطبعا بانتظار البقية :)