Wednesday, August 31, 2005

حقول البوق!

تفتح الجريدة, حقول الشمال
تفتح التلفزيون, حقول الشمال
تدش الديوانية, حقول الشمال
تتمشى بين البلوقّات, حقول الشمال

حتى في خطبة صلاة الجمعة نسمع عن حقول الشمال, الحقيقة أن الاهتمام الشعبي في هذا الموضوع يعتبر ظاهرة صحية و مؤشّر جيد على ارتفاع نسبة الوعي العام للمشاريع المصيرية المؤثرة على مستقبل البلاد و العباد.
أنا شخصيا أؤمن بأن تطوير حقول الشمال و بناء مدن شمالية قريبة من حدودنا المشتركة مع العراق أمر في غاية الضرورة من الناحية الاقتصادية و الأمنية, أعتقد أن هذه وجهة نظر مشتركة لجميع أهل الكويت لا يختلف عليها اثنان.
لكن النقطة المحيّرة هي أننا أصبحنا نتحاذف ككرة التنس بين فريقين متنافسين متناحرين متعاكسين في وجهات النظر, الفريق الأول يستذبح لتنفيذ هذا المشروع بأسرع وقت و يهاجم من هم ضده بعنف شديد.
أمّا الفريق الآخر فانهم يسمّون هذا المشروع بمشروع سرقة الكويت و نهب البلد, و هم لا يتوانون عن نعت مؤيدين المشروع بالحراميّة و سرّاق المال العام!
و السؤال الغامض هو, كيف ستسرق الكويت في هذا المشروع؟ و من سيسرقنا؟ و ما مصلحة المؤيدين للمشروع من هذه السرقة؟ و ما هو تعريف السرقة عند المعارضين؟

على سبيل المثال فلنفترض بانني تاجر شبّاصات, و قد أعلنت الحكومة عن حاجتها لشراء مليون شبّاصة بسعر أدنى و قدره عشرة مليون دينار كويتي (كي دي). أي عشرة دينار لكل شبّاصة (التكلفة هي واحد دينار لكل شبّاصة )
أولا, هل أعتبر بوّاق و حرامي عندما ترسي علي المناقصة و أضاعف أرباحي بنسبة ألف بالمئة؟
ثانيا, هل أعتبر بوّاق و حرامي عندما ترسي علي المناقصة و أكون قد أتفقت مع أحد أعضاء اللجنة على نسبة معينة من الأرباح؟
ثالثا, هل أعتبر بوّاق و حرامي عندما ترسي علي المناقصة و أكون قد أتفقت مع أحد أعضاء اللجنة على نسبة معينة من الأرباح, مع العلم أنني لو لم أوافق على دفع هذه النسبة ستذهب المناقصة لشخص آخر قد وافق على دفع النسبة (يعني فلوس الحكومة مبيوقة مبيوقة سواء وافقت أم لم أوافق)؟

في أي حالة يعتبر التاجر حرامي؟ و كيف يجب عليه التعامل مع لجان مناقصات تعجّ بأصحاب الذمم الوسيعة و الذين لن يرسّون المناقصة عليه الاّ بدفع نسبة؟ و ما هو عقاب من عيّن هؤلاء المرتزقة في لجان المناقصات؟

أسئلة كثيرة تحتاج الى أجوبة واضحة لترسيم الحدود الشرعية بين ما يسمى سرقة, عمولة, اكرامية, فائدة, رشوة ...الخ الخ الخ

1 comment:

Anonymous said...

اخي... تطوير حقول الشمال ليس في صالحنا كمواطنين كويتيين ولدنا في هذه الأرض لنعيش عليها وليعيشها عليها ابنائنا واحفادنا من بعدنا.
انا اتفق معك تماما حيال موضوع تطوير المناطق الشمالية واستثمارها. ولكنني من المعارضين والمعارضين بشده "ولو يحصلي اسوي اعتصام ومظاهره بعد" ضد تطوير حقول الشمال... لعده اسباب

اول هذي الأسباب انها جريمة بحق الكويت وحق اجيال المستقبل. حيث اثبتت الدراسات انه الإنتاج النفطي لن يدوم لأكثر من ستين سنه اذا استمر على معدلاته الحاليه. وهذا الرقم سيتضائل إلى اقل من النصف ... او بالأحرى إلى 25 سنه اذا ما تم الإستثمار في حقول الشمال
هل يمكننك ان تخبرني ماذا سيحل بنا بعد هذه ال25 سنه؟ لا تقل "خل الله ياعطينا عمر اول... وينك وين" فأطفال الأمس هم رجال اليوم وانا اخاف على مستقبلي -ان كنت انت لا تبالي

ثانيا... حقول الشمال ستوضع بأيدي اجانب رفضوا شتى انواع التطوير للكوادر والمدن ورفضوا ايضا نقل التكنولوجيا الحديثه وتركها لنا بعد انتهاء مده العقود

ثالثا... من المعروف انه هذه الشركات الأجنبيه (بأسماء محدده) والقطاع الخاص عموما، يهدف الى الربح... ولا شيء غير الربح. لذلك فهم لن يعيرون اي اهتمام الى البئر الذي يقومون بالإنتاج منه وسوف "يقتلون" البئر النفطي بسبب الإستهلاك الزائد والرغبه بالحصول على اكبر كمية نفط بأقل وقت ممكن

رابعا... الشركات المتقدمة -شفرون تكسس مثلا- من الشركات ذات السمعه السيئه والمعروفه بإستهتارها في ارواح البشر المقيمين حول الحقول النفطيه وتلويثها وتدميرها للبيئه

خامسا... البوق اللي تتكلم الناس عنه: اول شي الشركات النفطية اللي راح تمسك حقول الشمال هي ملك لأشخاص معروفين بأسمائهم.وهم على اتصال بشخصيات كويتيه للحصول على حقولنا النفطية منذ فتره طويله

خل اتعمق زياده... امريكا "الدوله" ما تبي تستهلك احتياطي نفطها. ولهذا السبب فهي تبحث عن المزيد من النفط بالخراج. ضع هذه الحاجة الملحة بالإضافه إلى رؤساء شركات نفط ذوي مراكز سياسيه رفيعه (تشيني مثلا من اكبر المستثمرين الطامحين للحصول على حصة من حقولنا)... كل هذه الأسباب تجتمع على راسنا. فتجد تهديدات امريكا شبه يوميه لنا... وآخر تهديد، شوف جرايد اليوم

والسلام